(ويعثر العثرة) المراد بها عثرة الرجل ويجوز أن يراد بها ما يعم عثرة اللسان أيضا لكنه بعيد، أقول العثار والعثرة بالفارسية «بسر در آمدن ولغزيدن»، إلا أن العثرة للمرة والفعل من باب قتل وفي لغة من باب ضرب ويقال للزلة عثرة لأنها سقوط في الإثم.
(ويمرض المرضة) أقول هي للمرة والفعل من باب علم لازم يقال مرض الإنسان مرضا، ويعدى بالألف فيقال أمرضه الله، والمرض حالة خارجة عن الطبع ضارة بالفعل، وقيل: المرض:
كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر.
(ويشاك الشوكة) يقال شاكته الشوكة تشوكه شوكة وشيكة إذا دخلت في جسده، وانتصاب الشوكة بالمفعولية المطلقة كانتصاب الخدشة والنكبة والعثرة، فإن قلت: تلك المصادر بخلاف الشوكة فإنها واحدة الشوك وهو من الشجر معروف فكيف يكون مفعولا مطلقا؟ قلت: يجيء المفعول المطلق غير مصدر إذا لابس المصدر بالآلية ونحوها، نحو: ضربته سوطا، وإن أبيت فاجعل انتصابها بنزع الخافض أي يشاك بالشوكة.
(وما أشبه هذا) يحتمل أن يكون من كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وأن يكون من كلام الراوي.
(حتى ذكر في حديثه اختلاج العين) عده (صلى الله عليه وآله) من جملة الآفات لأن اختلاج العين مرض من الأمراض وقد ذكره الأطباء وهو حركة سريعة متواترة غير عادية تعرض لجزء من البدن كالجلد ونحوه بسبب رطوبة غليظة لزجة تنحل فتصير ريحا بخاريا غليظا يعسر خروجه من المسام وتزاول الدافعة دفعه فيقع بينهما مدافعة واضطراب - أقول فسر (صلى الله عليه وآله) تسلية للمؤمنين الآفة على وجه يعم الآفات المذكورة ودونها، وأمثال هذه الآفات لا يخلو المؤمن عنها في المدة المذكورة ولو فرض خلوه عنها فهو ملعون لا بمعنى أنه بعيد عن الرحمة الواسعة الربانية مطلقا بل عن هذه الرحمة التي تصل إليه من جهة هذه الآفة لأن الآفة رحمة من الله يرفع بها بعض الذنوب ويكفره ويرفع الدرجة، والله أعلم.
27 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟ قال: فقال: وهل كتب البلاء إلا على المؤمن.
28 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن: ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف وإنه ليحميه الدنيا كما