شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٠٨
الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم ولا بلية إلا صرفها إليهم.
* الشرح:
قوله (ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم... ولا بلية إلا صرفها إليهم) المراد بالتحفة التحفة الدنيوية التي يتم بها عيش الدنيا وزينتها وهي التي يفر منها الأولياء والصلحاء فرار الجبان من الأسد، وبالبلية البلية الدنيوية وهي التي يستقبلها الصلحاء والعرفاء الفحول ويتلقونها بالرحب والقبول علما بأنها أبواب لفضله وأسباب لعفوه وذرايع إلى جنانه ووسائل إلى رضوانه.
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال - وعنده سدير -: إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا وإنا وإياكم يا سدير لنصبح به ونمسي.
* الشرح:
قوله (غته بالبلاء غتا) أي عصره بسبب البلاء عصرا شديدا حتى يجد منه المشقة الشديدة كما يجدها من يغمس في الماء قهرا أو غمسه فيه غمسا متتابعا على أن يكون الباء بمعنى في، أو كده يقال غته بالأمر أي كده، والكد: «رنجانيدن وكوفتن» (وإنا وإياكم يا سدير لنصبح به ونمسي) لأنهم كانوا خائفين وجلين من الأعداء، والخوف منهم من أعظم البلاء.
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الوليد بن علاء، عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ادخرت لك، فما ادخرت لك فهو خير لك.
* الشرح:
قوله (وثجه بالبلاء ثجا) أي أسال دم قلبه بالبلاء وهو كناية عن أخذه بالشدائد، تقول: ثججت الماء من باب قتل إذا صببته وأسلته، والثلج أيضا: إسالة دم الهدى.
(فإذا دعاه) أي لرفع البلاء أو لغيره من المطالب أيضا (قال لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت) إن كانت في التعجيل مصلحة. (أني على ذلك لقادر ولئن ادخرت لك) إن لم تكن في التعجيل مصلحة (فما ادخرت لك) من أجر الدعاء سوى أجر الابتلاء، (خير لك) مما سألت لأنه ينفع في الآخرة وكل ما ينفع في الآخرة خير مما ينفع في الدنيا وما ينفع فيها داثرة زائلة، وفيه تعظيم لأمر الابتلاء وتفخيم لشأن الداعي والدعاء حيث يقول الله تعالى له: لبيك أي أقيم بخدمتك
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430