شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٠
٧ - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني. وهي رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل: ﴿الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل﴾ (1) ورحم كل ذي رحم.
* الشرح:
قوله (إن الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني) فيه إخبار عن تأكد صلة الرحم وأنه سبحانه نزلها منزلة من استجار به فأجاره وجار الله غير مخذول، والقول محمول على الظاهر إذ لا يبعد من قدرة الله أن يجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض الأعمال أنه يقول أنا عملك، والمراد بصلة الله تعالى من وصلها رحمته لهم وعطفه بنعمته عليهم أو صلته لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى، أو قربه منهم وشرح صدورهم لمعرفته، أو جميع أنواع الإكرام والإفضال فإن صلة الرحم تجلب خير الدنيا والآخرة، وقيل: المشهور من تفاسير الرحم أنها قرابة الرجل من جهة طرفيه وهي أمر معنوي والمعاني لا تتكلم ولا تقوم فكلام الرحم وقيامها وقطعها ووصلها استعارة لتعظيم حقها وصلة واصلها وإثم قاطعها ولذلك سمى قطعها عقوقا، وأصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب الذي يصلهم، وقيل يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من ملائكة الله وتكلم بذلك عنها من أمر الله سبحانه فأقام الله ذلك الملك يناضل عنها ويكتب ثواب واصلها واثم قاطعها وكل الحفظة يكتب الأعمال، وفيه: أن جميع ذلك خلاف الظاهر، والحمل على الظاهر غير بعيد بالنظر إلى القدرة القاهرة وأراد بقوله (وهي رحم آل محمد) أن رحمهم (عليهم السلام) متصلة بجميع الأمة لا بالاتصال النسبي بل بالاتصال المعنوي وقرابة أولي النعمة والإيمان، وبالجملة كونهم (عليهم السلام) أصلا للايمان صار ذلك باعثا لقرابة المؤمنين معهم كما أن أصل الدين سبب لأخوة المؤمنين، فالمراد برحمهم (عليهم السلام) رحم الايمان، فالرحم رحمان: خاصة وهي رحم قرابة وعامة وهي رحم الايمان، والظاهر أن قوله تعالى: (أن يوصل) بدل من ضمير «به» وأن قوله (عليه السلام) (ورحم كل ذي رحم) عطف على رحم آل محمد للدلالة على التعميم.
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أول ناطق من الجوارح يوم القيامة تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه.

(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430