شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٥
وقع النزاع يوم القيامة لأن طينة النار لا تدخل الجنة وطينة الجنة لا تدخل النار. يدل على هذا ما ذكره الصدوق في آخر العلل في حديث طويل، ولولا التخليط لما صدر من المؤمن ذنب قطعا ولا من الكافر حسنة أصلا وفيه مصالح جمة:
منها اظهار قدرته باخراج الكافر من الكافر من المؤمن وبالعكس دفعا لتوهم استنادهم إلى الطبايع كما قال جل شأنه (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي».
ومنها ظهور رحمته في دولة الكافرين إذ لو لم يكن رابطة الاختلاط ولم يكن لهم رأفة وأخلاق حسنة كانوا كلهم بمنزلة الشياطين فلم يتخلص مؤمن من بطشهم.
ومنها وقع المؤمن بين الخوف والرجاء حيث لا يعلم أن الغالب فيه الخير أو الشر.
ومنها رفع العجب عنه بفعل المعصية.
ومنها الرجوع إليه عز وجل في حفظ نفسه عنها.
قوله: (فقلوب المؤمنين تحن) أي تميل قلوب المؤمنين إلى عليين وقلوب الكافرين إلى سجين لميل كل إلى أصله.
لا يقال هذا الحديث ومثله ويرفع الاختيار ويوجب الجبر (1) لأنا نقول: - والله أعلم - ان الله جل شأنه لما خلق الأرواح كلها قابلة للخير والشر وعلم أن بعضها

١ - ومثله يرفع الاختيار ويوجب الجبر» ليس في باب الأول من هذه الكتاب حديث يعتمد على اسناده بل جميع أخباره ضعيفة بوجه ولكن في بابين بعده أخبارا توصف بالحسن أو التوثيق ولكن مضامينها مخالفة لأصول المذهب وللروايات الآتية في الباب الرابع أعنى باب فطرة الخلق على التوحيد وذلك لأن من أصول مذهبنا العدل واللطف وإن لم يخلق بعض الناس أقرب إلى قبول الطاعة وبعضهم أبعد والتبعيض في خلق المكلفين مخالف لمقتضى العدل لأنه تعالى سوى التوفيق بين الوضيع والشريف مكن أداء المأمور وسهل سبيل اجتناب المحظور، وخلق بعض الناس من طينة خبيثة اما ان يكون ملزما باختيار المعصية جبرا وهو باطل واما ان يكون أقرب إلى قبول المعصية ممن خلق من طينة طيبة وهو تبعيض وظلم وقلنا انه مخالف للروايات الآتية في الباب الرابع لأنها صريحة في أن الله تعالى خلق جميع الناس على فطرة التوحيد وليس في أصل خلقهم تشويه وعيب وإنما العيب عارض وهكذا ما نرى من خلق الله تعالى فإنه خلق الماء صافيا وإنما يكدره الأرض التربة وكذلك الانسان خلق سالما من الخبائث وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه وأيضا القرآن يدل على ان جميع الناس قالوا بلى في جواب ألست بربكم فالأصل الذي عليه اعتقادنا أن جميع أفراد الناس متساوية في الخلقة بالنسبة إلى قبول الخير والشر وإنما اختلافهم في غير ذلك فإن دلت رواية على غير هذا الأصل فهو مطروح أو مأول بوجه سواء علمنا وجهه أو لم نعلم ومن التأويلات التي هي في معنى طرح الروايات تأويل الشارح فإن الروايات صريحة في أن الطينة مؤثرة في صيرورة العبد سعيدا أو شقيا وأولها الشارح بأنها غير مؤثرة. (ش)
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428