شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٩٦
عن قبح عاقبة تلك الجهة وربما يدرك قبح جهة فيكرهه وهو غافل عن حسن جهات آخر، أو عن حسن عاقبة تلك الجهة.
(وذلك قول الله عز وجل: «وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين») أي كون مكروه الدنيا سعادة ومرغوبها شقاوة أو حصول السعادة بالمكروهات وحصول الشقاوة بالمرغوبات مضمون هذا القول الكريم، فإن تمحيص المؤمن إنما بكون بورود مكاره النفوس وما يثقل عليها ليخرج من بوتقة الامتحان خالصا صافيا سعيدا وترك التمحيص في الحريص يوجب محقه وفساده وإمتداده في الغي والطغيان فالتمحيص في المؤمن لطف وإحسان وتركه في الحريص محق وخذلان.
* الأصل 17 - عنه، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال أبوذر رحمه الله جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير أتغذي بأحدهما وأتعشي بالاخر وبعد شملتي الصوف أتزر بإحديهما وأتردى بالأخرى.
* الشرح قوله: (قال أبو ذر (رضي الله عنه) جزى الله الدنيا عنى مذمة بعد رغيفين من الشعير) أشار إلى أن غير ما ذكره من الدنيا عنده مذموم وأحال ذمه إلى الله تعالى نيابة عند للدلالة على كمال ذمه لأن كل فعل من الفاعل القوى قوي بالغ حد الكمال، وأما ما ذكره فغير مذموم لأن كل شخص يحتاج في بقائه الغذاء واللباس ليكون بدلا عما يتحلل ويحفظه عن الحر والبرد وما بذكره وارتضاه لنفسه هو أقل المراتب منها وبالجملة حث به على ترك الدنيا إلا الضرورة منها.
* الأصل 18 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن المثني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبوذر (رضي الله عنه) يقول في خطبته: يا مبتغي العلم كأن شيئا من الدنيا لم يكن شيئا ما ينفع خيره ويضر شره إلا من رحم الله، يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم إستيقظت منها، يا مبتغي العلم، قدم لمقامك بين يدي الله عز وجل، فإنك مثاب بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم.
* الشرح قوله: (يا مبتغي العلم كان شيئا من الدنيا لم يكن شيئا) خاطب طالب العلم وعمه ما هو خير له
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428