شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٦٠
* الأصل 11 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم: عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) يا داود كما أن أقرب الناس من لله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون.
* الشرح قوله: (كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون) أي المتواضعون لله ولرسوله ولأولى الأمر وللمؤمنين الصالحين ولمن لا يعلم فسقه الموجب لإهانة الدين مع قصد وجه الله تعالى فلو تواضع أحد لغرض اشتهاره بهذه الفضيلة أو لامر دنيوي كان يتواضع أبناء الدنيا لدنياهم وإن لم يكونوا ظالمين فهو من المرائين، ومن ثم قال بعض الأكابر من التواضع أن يرى الرجل نفسه أدنى ممن دنياه أقل ليظهر أن الدنيا لاقدر لها عنده وأرفع ممن دنياه أكثر ليظهر أن لاقدر له عنده بسبب كثرة الدنيا والمراد بقوله إرفع ترك التواضع دون التكبر لأن التكبر مذموم مطلقا ثم الفرق بين المتواضع والمتكبر ظاهر لأن المتواضع في مقام الذل والخشوع والعبودية والمتكبر في مقام العلو والعتو والمضادة ومن البين أن قرب أحد المتقابلين بشيء يستلزم بعد الآخر عنه.
* الأصل 12 - عنه، عن أبيه، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قال: دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) في السنة التي قبض فيها أبو عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة؟ فقال: يا أبا محمد إن نوحا (عليه السلام) كان في السفينة وكان فيها ما شاء الله وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء وخلى سبيلها نوح (عليه السلام)، فأوحى الله عز وجل إلى الجبال أني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن، فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي وهو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤ جؤها الجبل، قال: فقال نوح (عليه السلام) عند ذلك: يا ماري اتقن، وهو بالسريانية [يا] رب أصلح، قال: فظننت أن أبا الحسن (عليه السلام) عرض بنفسه.
* الشرح قوله: (فطافت بالبيت وهو طواف النساء) ذكر أولا طواف البيت وذكر آخرا الجزء الأخير منه للدلالة على أنها أتت بجميع الأفعال حتى الجزء الأخير. (فتطاولت وشمخت) التطاول غلبه كردن بر يكديگر بدرازى، والشموخ بلند كردن وتكبر كردن وفعله من باب منع والجبل الشامخ المرتفع، ومنه قيل شمخ بأنفه إذا تكبر وتعظم وذلك لظن كل واحد من تلك الجبال نظرا إلى عظمة حجمه وزيادة عرضه وطول مقداره أنه ذلك الجبل الموعود.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428