شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٧٩
المؤمنين (عليه السلام) الصبر والشجاعة.
(وإصبر على ما يقولون وأهجرهم هجرا جميلا) أمره بالصبر على تكذيبهم وبالهجر عن ذواتهم أو عن مخاصمتهم، وفيه ترغيب في حمل النفس على الصبر والمجاهدة لتخلص من عداوة الخلق والغضب عليهم وشهوة الدنيا والاشتغال بغيره تعالى، والهجر الجميل هو إن يجانبهم ويداريهم ولا يكافيهم ويكل أمرهم إلى الله كما قال:
(وذرني والمكذبين أولى النعمة) أي دعني وإياهم فإني أجازيهم في الدنيا والآخرة وأولى النعمة صناديد قريش وغيرهم.
(وقال تبارك وتعالى إدفع بالتي هي أحسن) قال عز وجل (ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن قال بعض المفسرين صبر الله تعالى بهذه الآية رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) على سفاهة الكفار وعلمه الأدب الجميل في باب الدعاء إلى الدين بل في مطلق امور التمدن، و «لا» زائدة لتأكيد نفي الاستواء والمعنى لا مساواة بين الحسنة والسيئة أبدا يعني يكسان نيست نيكى و بدى هرگز كالايمان والكفر والحلم والغضب والطاعة والمعصية واللطف والعنف والعفو والاخذ ولما كان هنا مظنة سؤال وهو أنه كيف يصنع بالخبيث الموذي قال (ادفع بالتي هي أحسن السيئة» أي ادفع السيئة بالخصلة التي هي أحسن منها وهي العفو واسم التفضيل مجرد عن عن معناه أو أصل الفعل معتبر في المفضل عليه على سبيل الفرض أو المعنى ادفع السيئة بالحسنة التي هي أحسن من العفو والمكافاة وتلك الحسنة وهي الاحسان في مقابل الإساءة ومعنى التفضيل حينئذ بحاله لأن كل واحد من العفو والمكافاة أيضا حسنة إلا أن الاحسان أحسن منهما وهذا قريب مما ذكره صاحب الكشاف من أن «لا» غير مزيدة والمعنى أن الحسنة والسيئة متفاوتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن إذا اعترضك حسنتان فادفع بها السيئة، مثاله مثاله رجل أساء إليك فالحسنة أن تعفو عنه والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته.
(فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) أي إذا فعلت ذلك صار عدوك مثل الولي الشفيق، ثم مدح هذه الحضلة الكريمة وصاحب هذه السيرة الشريفة بقول:
(وما يلقيها إلا الذين صبروا) أي لا يعمل بهذه السجية العظيمة وهي العفو عن الإساءة أو مقابلتها بالاحسان الاكل صبار على تجرع المكاره.
(وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم) من قوة جوهر النفس الناطقة بحيث لا تتأثر من الواردات الخارجة وقيل الحظ العظيم وقيل الثواب الجزيل.
(ولقد نعم أنك يضيق صدرك) كناية عن الغم (بما يقولون) من الشرك والطعن فيك وفي
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428