شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٥
الكلية التي بها قوام كل حياة، وحياة كل موجود ونسبته إليه أيضا ظاهرة و «من» حينئذ للابتداء أو للتبعيض أو ذاته المقدسة والمقصود أنه تعلى خلق روحه من عند ذاته المجردة بمجرد المشية بلا توسط مادة كالتراب ونحوه من المواد الجسمانية، والمراد بالكينونة الوجود وبالطبية المواد الجسمانية مثل الحواس الظاهرة والباطنة التي جعلت في الإنسان ليستعملها على القوانين العدلية ويستعين بها في السير إلى حضرة المقدس وكونها على خلاف وجوده تعالى ظاهر لتنزهه عن العالم الجسماني، وفيه تنبيه على أن التكلم قد يكون صوابا إذا كان المقتضى له هوا الروح المجردة وقد لا تكون إذا كان المقتضى هو الطبايع الجسمانية فإنه قد تقع في الغلط والتوهم الفاسد وقد وقع في السؤال المذكور كلا الامرين.
قوله: (فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد) لعله (عليه السلام) علم تفاوت الاعمال والأرزاق بالالهام، وأما ما سواهما من الأمور المذكورة علمه بالمشاهدة.
قوله: (وجلة واحدة) الجبلة بكسر الجحيم وسكون الباء وكسرها وشد اللام الخلقة ومنه قوله تعالى (والجبلة الأولين».
قوله: (قال الله عز وجل يا آدم بروحي نطقت) إضافة الروح إليه سبحانه للاختصاص باعتبار أنه من عالم الأمر وعالم المجردات الصرفة، ومن شأنها التحرك إلى طلب المجهولات فلذلك نطقت في هذا المقام عند رؤية الاختلاف العظيم في الذرية مع عدم العلم بسببه، وأما التكلف في السؤال بأن خلقهم على مثال واحد إلى آخر ما ذكر أنسب بنظامهم وأقرب في رفع الفساد بينهم فمستند إلى ضعف طبيعة ومعارضة قواه الجسمانية للقوة الروحانية وغلبتها بتوهم أن الاتحاد وغلبتها بتوهم أن الاتحاد في الأمور المذكورة موجب للاتحاد والألفة بينهم وهذا أمر مطلوب والحكمة تقتضى رعايته، وهذا التوهم فاسد لأن التماثل في الطبيعة يوجب زوال نظامهم وانقطاع نسلهم لأن التماثل يوجب اشتغالهم بصنعة واحدة من الصنايع الجزئية التي لها مدخل في النظام وبقاء النوع بخلاف الاختلاف فإنه يوجب اشتغال كل واحد بما يناسبه; ويستعد له من الصناعات فيتحقق النظام المشاهد وبقاء النوع التماثل في الفقر والغني وغيرهما لا يوجب عدم البغى و التحاسد التباغض وغيرها من المفاسد، وعلى تقدير ايجابه فهي حكمة لاقدر لها في جنب حكمة الاختلاف وهي ابتلاؤهم في مقام التكليف الموجب لرفعة مقاماتهم في الدار الآخرة.
قوله: (وأنا الخالق العليم) [كذا] تعريف الخبر باللام يفيد الحصر وفيه تنبيه على أنه لا ينبغي السؤال عنه في خلقه وايجاده للأشياء على ما هي عليه عند خفاء الحكمة بل يجب الاذعان بأن كل ما خلقه على أي وجه خلقه فهو أحكم وأتقن وأفضل وأحسن من غير ذلك الوجه لكونه خالقا
(٢٥)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الجنابة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428