شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٠٧
رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا، ثم غاب عني.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله.
* الشرح قوله: (ينظر في تجاه وجهي) تجاه الشيء بضم التاء وفتحها ما يواجهه، وأصله وجاه قلبت الواو تاء جوازا ويجوز استعمال الأصل فيقال وجاه لكنه قليل وقعدوا تجاه أي مستقبلين له (قال فعلى الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قاصر أو قال قادر) الترديد من الراوي حيث لم يحفظ أنه سمع هذا اللفظ أو ذلك لا يقال قوله «فوعد صادق» لا يدفع الحزن على الآخرة ولا ينفيه بل يؤكده لأنا نقول لعل المراد أن العامل للآخرة لا ينبغي أن يحزن عليها لأن الله تعالى وعدلهم الاجر الجميل ووعده صادق، وهو في إمضائه قادر قاهر لا يمنعه أحد، أو المراد أن وعده بالمغفرة: أو وعده أهل العصمة بالدرجات العالية صادق.
(قلت مما نتخوف من فتنة أبن الزبير وما فيه الناس) حيث خرج وادعى الخلافة وبايعه أهل مكة وغيرهم في دولة بني امية وسلطانهم وخوفه (عليه السلام) من ثوران نار الفتنة والحرب بينه وبينهم، وقتل السادة العلوية وغيرهم.
(قال فضحك) لعل وجه الضحك تنشيط نفس المخاطب وتفريج همه باظهاره أن ذلك سهل ودفع سبب الحزن في غاية السهولة وذلك بأن يدعو الله ويتضرع إليه في دفع الفتنة ورفع الغوائل ويسأله حصول الرفاهية وإلا من ويتوكل عليه في جلب المنافع ورفع المكاره حتى في هذا الدعاء والمسئلة (قال فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه) هذا تأكيد لما سبق للحث على الدعاء والسؤال ولذلك لم يقل شيئا بعد ذلك وغاب.
* الأصل 3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الغني والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أو طنا.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان مثله.
* الشرح قوله: (قال إن الغني والعز يجولان) أي يقطعان النواحي ويمران في الأطراف كالطير طلبا للمسكن (فإذا ظفرا بموضع التوكل أو طنا) فالمتوكل في غنى وعز دائما أما الأول فلان الله يكفيه ويأتي بمهماته فهو أغنى الأغنياء. وأما الثاني فلإعتزاله عن الذل المطلق وهو الالتجاء إلى الخلق
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428