شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٧٢
يوجب الحسرة والندامة بخلاف ظهورها قبله فإنه يوجب السعادة التي هي قرب الحق والاعراض عن غيره بالكلية، وأعلم أن في هذه الرواية ورواية القاسم بن يزيد دلالة واضحة على أن حارثة استشهد في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال الفاضل الأسترآبادي في رجاله حارثة بن النعمان الأنصاري كنيته أبو عبد الله شهد بدرا واحدا وما بعدهما من المشاهد وذكر هو أنه رأى جبرئيل (عليه السلام) دفعتين على صورة دحية الكلبي أولهما حين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بني قريظة، والثاني حين رجع من حنين. وشهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام) القتال وتوفي في زمن معاوية ولا يخفي المنافاة بينه وبين الرواية إلا أن تكون هذا غيره.
* الأصل 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا.
* الشرح قوله: (أن على كل حق حقيقة) الحق وهو ضد الباطل كل ما جاء به الرسول من الأحكام والاخلاق والشرائع وجميع ما أمر به ودعا إليه فأخبر (عليه السلام) أن على كل حق ظاهر حقيقة هو ينتهى إليها ويراد بها، وفيها كماله واليها مآله، وقول بعض المحققين في تقسيم ما جاء به الشارع إلى شريعة وحقيقة إشارة إليهما حيث أرادوا بالشريعة ظاهر ما ورد به النقل، وبالحقيقة باطن ما بين العبد وبين الله عز وجل فحكم الشريعة على الظاهر، وحكم الحقيقة على الباطن كما روى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) «نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر» فقد ظهر أن الحق كالشريعة أول الحقيقة وهي غايته وهو ظاهر وهي بطانته، فكل عبادة ظاهرة أن لم تصدر عن حقيقة باطنة كأعمال المنافقين فهي باطلة، وكل طاعة أن لم تنته إلى حقيقة ثابتة كأفعال المرائين فهي عاطلة، وكذلك الأخلاق لها حق وحقيقة كالتوكل فإن حقه مع العام بضرورة عقد الإيمان مع تعلقهم بالأسباب وحقيقته ينتهى إليها الخاص بقطع الأسباب وسكون السر إلى مسبب الأسباب، وكالحياء فإنه له حقا مع الكل وله حقيقة مع الخواص، وكالتقوى فإن أو له حق وهو تقوى الشرك يشمل عوام المؤمنين وله حقيقة وغاية يبلغها خواص الأولياء، وكذلك الإيمان فإن أو له حق وبه يخرج عن الكفر وهو يشمل عوام المؤمنين وتله حيقيقة وغاية وهي كماله يبغها خواص المؤمنين الذين قال الله تعالى في شأنهم « إنما المؤمن الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلم ربهم يتوكلون» وكذلك اليقين أو له حق وآخره وباطنه حقيقة هي غايته وكماله.
وبالجملة الحق في كل شيء بمنزلة القشر والحقيقة بمنزلة اللب ولا ينفع القشر بدون اللب
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428