شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٤٦
أن يهتدوا وظنوا أنهم آمنوا، وأشركوا من حيث لا يعلمون، إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردي، وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله وهو الإقرار بما نزل من عند الله، خذوا زينتكم عند كل مسجد والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه، فإنه قد خبركم أنهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله عز وجل وإقام الصلاة وإيتاء الزكوة، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، إن الله قد استخلص الرسل لأمره، ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره فقال: (وإن من امة إلا خلا فيها نذير) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل، إن الله عز وجل: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وكيف يهتدي من لم يبصر وكيف يبصر من لم ينذر اتبعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقروا بما نزل من عند الله و اتبعوا آثار الهدى، فإنهم علامات الأمانة والتقى، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم (عليه السلام) وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن، اقتصوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الآثار. تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله ربكم.
* الشرح قوله: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه) قد مر هذا الحديث سندا ومتنا في أوائل كتاب الحجة في باب معرفة الإمام والرد إليه وذكرنا شرحه مفصلا.
قوله: (إنكم لا تكونوا صالحين حتى تعرفوا) ذكر أمورا أربعة كل سابق موقوف على اللاحق لظهور أن الصلاح وهو التحلي بالفضائل الظاهرة والباطنة والتخلي عن الرذائل متوقف على معرفتها والمعرفة متوقفة على التصديق إذ هي بدونه نفاق واستهزاء، والتصديق موقوف على تسليم أبواب أربعة. ولعل المراد بها الإقرار بالله، والإقرار بالرسول، والإقرار بما جاء به الرسول، والإقرار بالأئمة (عليهم السلام) بعده، أو المراد بها الرسول وعلى والحسن والحسين (عليهم السلام)، أو المراد بها الأربعة المذكورة في الآية الآتية وهي التوبة والإيمان والعمل الصالح والاهتداء وهو متابعة الإمام ولكن لا يخلو هذا من مناقشة.
قوله: (لا يصلح أولها إلا بآخرها) فلا يصلح الإقرار بالله والتسلم له إلا بالإقرار بالإمام والتسلم له .
قوله: (لا يقبل إلا العمل الصالح) وهو المشتمل على ما يعتبر في تحققه وصلاحه شرعا داخلا كان أم خارجا ومن جملة ذلك التسليم للأبواب الأربعة وهو شرط الله وعهده على عباده في صلاح العمل وقبوله واستحقاق الاجر به. ولا يتقبل الله من العاملين أعمالهم إلا بوفائهم بشروطه وعهوده
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428