من حياة الشهيد أن يلمس طرفا من شخصية الشهيد الثقافية وأثره الكبير في (تاريخ الفقه الشيعي).
شعر الشهيد):
لم يقتصر الشهيد - كما ذكرنا طي الحديث المتقدم - على الفقه والأصول والدراسات الكلامية، وإنما كان مع ذلك أديبا كاتبا وشاعرا بالإضافة إلى كونه فقيها من الرعيل الأول.
ونثر الشهيد كما نلمسه نحن من خلال كتبه (كاللمعة الدمشقية والقواعد والذكرى والدروس) يمتاز بقوة الأدلة والبساطة والوضوح وعدم الالتواء والتعقيد، ولا يجد الباحث في نثر الشهيد شيئا من التعقيد والالتواء، واصطناع السجع والزخرفة البديعية التي كان يتعارفها الكتاب فيما سبق.
وشعره - وإن قل - يمتاز بالرقة، ودقة التصوير، وروعة الديباجة والمس والمباشر للنفس، وجمال التعبير، وجودة الأداء. فمن شعره:
غنينا بنا عن كل من لا يريدنا * وإن كثرت أوصافه ونعوته ومن صد عنا حسبه الصد والقلا * ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته (1) ومنه قوله في المناجاة:
عظمت مصيبة عبدك المسكين * في نومه عن مهر حور العين الأولياء تمتعوا بك في الدجى * بتهجد وتخشع وحنين فطردتني عن قرع بابك دونهم * أترى لعظم جرائمي سبقوني أوجدتهم لم يذنبوا فرحمتهم * أم أذنبوا فعفوت عنهم دوني إن لم يكن للعفو عندك موضع * للمذنبين فأين حسن ظنوني (2)