ملأى سحاء، لا يغيضها الليل والنهار " وهذه استعارة، لان المراد باليمين هاهنا نعمة الله، ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها وعموم مراقدها، فجعلها كالعين الثرة (1) التي لا يغيضها (2) الموائح، ولا تنقصها النوازح (3). والسح: شدة المطر، يقال: سحت السماء سحا إذا جادت جودا، وخص اليمين لأنها في الأكثر مظنة العطاء ومواصلة الحباء (4)، على طريق المجاز والاتساع. وقد شرحنا هذا المعنى في عدة مواضع من كتبنا المشتملة على علوم القرآن (5).
66 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " ابنوا المساجد واتخذوها جما "، وهذه استعارة لان المراد ابنوها ولا تتخذوا لها شرفا فشبهها عليه الصلاة والسلام بالكباش الجم، وهي التي قرونها