وطينتهم فخلطها وعركها عرك الأديم ومزجها بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لفظ أو زنا أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، فليس من جوهريته، ولا من ايمانه، إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق، أو صوم، أو صلاة أو حج بيت أو صدقة، أو معروف، فليس من جوهريته، إنما تلك الأفاعيل من مسحة الايمان، اكتسبها وهو اكتساب مسحة الايمان. قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فمه؟ قال لي: يا إسحاق أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟
إذا كان يوم القيامة نزع الله تعالى مسحة الايمان منهم فردها إلى شيعتنا ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات فردها إلى أعدائنا وعاد كل شئ إلى عنصره الأول الذي منه ابتدأ، أما رأيت الشمس إذا هي بدت، ألا ترى لها شعاعا زاجرا متصلا بها أو باينا منها، قلت: جعلت فداك الشمس إذا هي غربت بدأ إليها الشعاع كما بدأ منها ولو كان باينا منها لما بدأ إليها، قال: نعم يا إسحاق كل شئ يعود إلى جوهره الذي منه بدأ، قلت جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟ قال: أي والله الذي لا إله إلا هو. قلت:
جعلت فداك أجدها في كتاب الله تعالى؟ قال: نعم يا إسحاق، قلت أي مكان؟
قال لي: يا إسحاق أما تتلو هذه الآية (أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) فلم يبدل الله سيئاتهم حسنات إلا لكم والله يبدل لكم.
(باب 241 - علة الطيب وسببه) 1 - حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أهبط آدم من الجنة على الصفا، وحواء على المروة وقد كانت امتشطت في الجنة، فلما صارت في الأرض قالت: ما أرجو من المشط وأنا مسخوط علي، فحلت مشطتها فانتشر من مشطتها العطر الذي كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح فألقت أثره