الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٥٥
منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله إذ هم أصحابه، [و] كنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تضرع برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وصغر الفاسقين (1).
فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا (2)، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قنوتا (3) وأقلهم كلاما، وأصوبهم نطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور.
كنت والله يعسوبا للدين، أولا وآخرا: الأول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ [ا] اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ أسرعوا، وأدركت أوتار ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا.
كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا وحصنا، فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها، وأحرزت سوابغها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخر (4).
كنت كالجبل لا تحركه العواصف، وكنت كما قال: امن الناس في صحبتك وذات يدك، وكنت كما قال: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الأرض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز [ولا لاحد فيك مطمع] ولا لاحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل العسير

(1) في بعض النسخ [وضغن الفاسقين] وهو الحقد. والفشل: الجبن.
(2) التعتعة في الكلام: التردد فيه من حصر أوعى.
(3) في بعض النسخ [أعلاهم قدما وأطيبهم كلاما وأصوبهم منطقا].
(4) من الخرور وهو السقوط وفى بعض النسخ [ولم تخل].
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 كتاب العقل والجهل 10
3 * كتاب فضل العلم * 30
4 باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه 30
5 باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء 32
6 باب أصناف الناس 33
7 باب ثواب العالم والمتعلم 34
8 باب صفة العلماء 36
9 باب حق العالم 37
10 باب فقد العلماء 38
11 باب مجالسة العلماء وصحبتهم 39
12 باب سؤال العلم وتذاكره 40
13 باب بذل العلم 41
14 باب النهي عن القول بغير علم 42
15 باب من عمل بغير علم 43
16 باب استعمال العلم 44
17 باب المستأكل بعلمه والمباهي به 46
18 باب لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه 47
19 باب النوادر 48
20 باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب 51
21 باب التقليد 53
22 باب البدع والرأي والمقائيس 54
23 باب الرد إلى الكتاب والسنة وأنه ليس شئ من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب أو سنة 59
24 باب اختلاف الحديث 62
25 باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب 69
26 * كتاب التوحيد * 72
27 باب حدوث العالم وإثبات المحدث 72
28 باب إطلاق القول بأنه شئ 82
29 باب أنه لا يعرف إلا به 85
30 باب أدنى المعرفة 86
31 باب المعبود 87
32 باب الكون والمكان 88
33 باب النسبة 91
34 باب النهي عن الكلام في الكيفية 92
35 باب في إبطال الرؤية 95
36 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى 100
37 باب النهي عن الجسم والصورة 104
38 باب صفات الذات 107
39 باب آخر وهو من الباب الأول 108
40 باب الإرادة أنها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل 109
41 باب حدوث الأسماء 112
42 باب معاني الأسماء واشتقاقها 114
43 باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة وهو الفرق ما بين المعاني التي تحت أسماء الله وأسماء المخلوقين 118
44 باب تأويل الصمد 123
45 باب الحركة والانتقال 125
46 باب العرش والكرسي 129
47 باب الروح 133
48 باب جوامع التوحيد 134
49 باب النوادر 143
50 باب البداء 146
51 باب في أنه لا يكون شئ في السماء والأرض إلا بسبعة 149
52 باب المشيئة والإرادة 150
53 باب الابتلاء والاختبار 152
54 باب السعادة والشقاء 152
55 باب الخير والشر 154
56 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 155
57 باب الاستطاعة 160
58 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 162
59 باب اختلاف الحجة على عباده 164
60 باب حجج الله على خلقه 164
61 باب الهداية أنها من الله عز وجل 165
62 * كتاب الحجة * 168
63 باب الاضطرار إلى الحجة 168
64 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة 174
65 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 176
66 باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام 177
67 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 178
68 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 179
69 باب معرفة الإمام والرد إليه 180
70 باب فرض طاعة الأئمة 185
71 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 190
72 باب أن الأئمة عليهم السلام هم الهداة 191
73 باب أن الأئمة عليهم السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه 192
74 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتي 193
75 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 194
76 باب أن الأئمة عليهم السلام هم أركان الأرض 196
77 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 198
78 باب أن الأئمة عليهم السلام ولاة الأمر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 205
79 باب أن الأئمة عليهم السلام العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 206
80 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة 207
81 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله من الكون مع الأئمة عليهم السلام 208
82 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة عليهم السلام 210
83 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة عليهم السلام 212
84 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم السلام 213
85 باب أن الأئمة عليهم السلام قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 213
86 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم السلام 214
87 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 215
88 باب أن القرآن يهدي للإمام 216
89 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة عليهم السلام 217
90 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة عليهم السلام والسبيل فيهم مقيم 218
91 باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام 219
92 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي عليه السلام 220
93 باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 221
94 باب أن الأئمة عليهم السلام ورثة العلم يرث بعضهم بعضا العلم 221
95 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 223
96 باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 227
97 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام وأنهم يعلمون علمه كله 228
98 باب ما أعطي الأئمة عليهم السلام من اسم الله الأعظم 230
99 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهم السلام 231
100 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومتاعه 232
101 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 238
102 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 238
103 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 242
104 باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون في ليلة الجمعة 253
105 باب لولا عن الأئمة عليهم السلام يزدادون لنفد ما عندهم 254
106 باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام 255
107 باب نادر فيه ذكر الغيب 256
108 باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا 258
109 باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم 258
110 باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشئ صلوات الله عليهم 260
111 باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين عليه السلام وأنه كان شريكه في العلم 263
112 باب جهات علوم الأئمة عليهم السلام 264
113 باب أن الأئمة عليهم السلام لو ستر عليهم لأخبروا كل امرء بما له وعليه 264
114 باب التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمة عليهم السلام في أمر الدين 265
115 باب في أن الأئمة عليهم السلام بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة 268
116 باب أن الأئمة عليهم السلام محدثون مفهمون 270
117 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة عليهم السلام 271
118 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة عليهم السلام 273
119 باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السلام 274
120 باب في أن الأئمة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء 275
121 باب أن الإمام عليه السلام يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن قول الله تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " فيهم عليهم السلام نزلت 276
122 باب أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد 277
123 باب أن الأئمة عليهم السلام لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه لا يتجاوزونه 279
124 باب الأمور التي توجب حجة الإمام عليه السلام 284
125 باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ولا غيرهما من القرابات 285
126 باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا 286
127 باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين عليه السلام 292
128 باب الإشارة والنص على الحسن بن علي عليهما السلام 297
129 باب الإشارة والنص على الحسين بن علي عليهما السلام 300
130 باب الإشارة والنص على علي بن الحسين عليهما السلام 303
131 باب الإشارة والنص على أبي جعفر عليه السلام 305
132 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما 306
133 باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام 307
134 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام 311
135 باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني عليه السلام 320
136 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليه السلام 323
137 باب الإشارة والنص على أبي محمد عليه السلام 325
138 باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار عليه السلام 328
139 باب في تسمية من رآه عليه السلام 329
140 باب في النهي عن الاسم 332
141 باب نادر في حال الغيبة 333
142 باب في الغيبة 335
143 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة 343
144 باب كراهية التوقيت 368
145 باب التمحيص والامتحان 369
146 باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر 371
147 باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ومن جحد الأئمة أو بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل 372
148 باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله 374
149 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى وهو من الباب الأول 376
150 باب فيمن عرف الحق من أهل البيت ومن أنكر 377
151 باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام عليه السلام 378
152 باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه 380
153 باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن 382
154 باب أن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمة عليهم السلام 384
155 باب مواليد الأئمة عليهم السلام 385
156 باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم عليهم السلام 389
157 باب التسليم وفضل المسلمين 390
158 باب أن الواجب على الناس بعد ما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم ويعلمونهم ولايتهم ومودتهم له 392
159 باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار عليهم السلام 393
160 باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ويتوجهون في أمورهم 394
161 باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة عليهم السلام 397
162 باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد عليهم السلام 398
163 باب أنه ليس شئ من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام وأن كل شئ لم يخرج من عندهم فهو باطل 399
164 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 401
165 باب ما أمر النبي صلى الله عليه وآله بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم 403
166 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام عليه السلام 405
167 باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام 407
168 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر. 410
169 باب نادر 411
170 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 412
171 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 436
172 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 438
173 * أبواب التاريخ * 439
174 باب بلد النبي صلى الله عليه وآله ووفاته 439
175 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي صلى الله عليه وآله 452
176 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 452
177 باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام 458
178 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 461
179 باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام 463
180 باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام 466
181 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 469
182 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 472
183 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 476
184 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 486
185 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 492
186 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 497
187 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 503
188 باب مولد الصاحب عليه السلام 514
189 باب فيما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام 525
190 باب في أنه إذا قيل في الرجل شئ فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه 535
191 باب أن الأئمة عليهم السلام كلهم قائمون بأمر الله هادون إليه 536
192 باب صلة الإمام عليه السلام 537
193 باب الفئ والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 538