قال: سألت ابن عباس وابن عمر عن الوتر؟ فكل واحد منهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ركعة من آخر الليل) (1) * وروينا عن سعد بن أبي وقاص وابن عباس ومعاوية وغيرهم الوتر بواحدة فقط، لا يزاد عليها شئ. وكذلك أيضا عن عثمان أمير المؤمنين وحذيفة وابن مسعود وابن عمر * قال على: هذا كل ما صح عندنا، ولو صح عندنا عن النبي صلى الله عليه وسلم زيادة على هذا لقلنا به. وبالله تعالى التوفيق * ولم يصح عن النبي صلى الله على وسلم عن البتيراء (2) ولا في الحديث - على سقوطه - بيان ما هي البتيراء (3)؟. وقد روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: الثلاث بتيراء، يعنى في الوتر. فعادت البتيراء على المحتج بالخبر الكاذب فيها (4) * فان قيل: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة المغرب (5) وتر النهار، فأوتروا صلاة الليل) * قيل لهم: ليس في هذا الخبر أن يكون وتر الليل ثلاثا كوتر النهار. وهذا كذب ممن ينسبه إلى إرادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قطعتم بذلك كذبتم وكنتم أيضا قد خالفتم ما قلتم، لأنه يلزمكم أن تجهروا في الأوليين وتسروا في الثالثة كالمغرب، وأن تقنتوا (6) في المغرب كما تقنتون في الوتر، أو أن لا تقنتوا (7)
(٤٨)